تتناغم فكرة المجتمعات المستدامة مع النهج التقدمي والوعي البيئي الإيجابي المتنامي في دبي. لذلك ليس من المستغرب أن تصبح الاستدامة محوراً أساسياً في مشاريع التطوير العقاري في مختلف أنحاء الإمارات. تشمل هذه الرؤية الحفاظ على الموارد الطبيعية الثمينة، تبنّي مصادر بديلة للطاقة لتشغيل المنازل والأعمال، وتخفيف بصمتنا البيئية على الكوكب. كلها دوافع قوية للمطورين لبناء مجتمعات خضراء رائدة في الإمارات.
في تلال الغاف، يتجسد مفهوم الاستدامة من خلال تبنّي مجتمعات تركّز على أسلوب حياة صديق للبيئة. فقد حصل المخطط الرئيسي للمشروع على تصنيف BREEAM Excellent في مجال التنمية المستدامة، تقديراً لالتزامه بخفض استهلاك الطاقة والمياه، واعتماد البناء المسؤول، وإنشاء مناظر طبيعية عالية الأداء، وتطبيق نموذج الاقتصاد الدائري لإدارة النفايات.
في هذا المقال، سنتناول التأثير الإيجابي للعيش في مجتمع مستدام، ولماذا نعتقد أنه يمثل مستقبل أسلوب الحياة العصري.
تعريف المجتمع المستدام
يوازن المجتمع المستدام بين احتياجات البيئة ومتطلبات الحياة العصرية، ليقدم لسكانه أسلوب حياة متكامل يركز على الناس والمجتمع. الهدف هو تحقيق بيئة متناغمة حيث تلتقي المنازل الموفرة للطاقة، البنية التحتية القوية، والمساحات الخضراء الواسعة لتشكيل مجتمع فاخر وجذاب.
تم تصميم هذه المجتمعات لتقليل الأثر البيئي مع تعزيز جودة الحياة، وهو مفهوم مثالي أصبح واقعاً ملموساً في دبي بفضل الابتكار المستمر في التصميم والتخطيط.
في صميم أي مجتمع مستدام في دبي، تكمن وفرة المساحات المفتوحة والخضراء المدمجة في التخطيط. لكن الأمر لا يقتصر على إضافة حدائق فحسب، بل يشمل تصميم ممرات خضراء متصلة تشجع على عودة الطبيعة لتكون جزءاً من المجتمع.
كما يسهم إدراج الحدائق والمساحات المزروعة في إنشاء مناخ محلي أكثر اعتدالاً، يمنح السكان متنفساً للهروب من حرارة المدينة. ومع مرور الوقت، سيزداد التنوع البيولوجي، خاصة إذا تم تجنب استخدام مبيدات الأعشاب القوية أو أساليب تنسيق الحدائق القاسية.
ومع ذلك، وإلى جانب المساحات الخضراء، يجب على أسلوب الحياة الصديق للبيئة في دبي أن يأخذ في الاعتبار احتياجات كل من الناس والكوكب معاً. لذا فبعض التنازلات أمر لا مفر منه، لكن بالنسبة لمجتمع مستدام، لا يعني ذلك بالضرورة التضحية بالرفاهية أو نمط حياة مريح.
تتميز المجتمعات المستدامة بدمجها بين كفاءة الطاقة والرفاهية العصرية. واليوم، تسعى العديد منها للوصول إلى مستوى صافي استهلاك طاقة صفري، سواء على مستوى المبنى أو على مستوى الحي. ويتم ذلك باستخدام تقنيات متطورة مثل الألواح الشمسية الكهروضوئية الحديثة، كما هو الحال في مشروع تلال الغاف الذي يُعد جوهرة التطوير في المنطقة.
يظهر هذا المبنى بوضوح كيف يمكن الجمع بين الاستدامة والأناقة العصرية بسهولة، ليثبت أن مباني القرن الحادي والعشرين قادرة على الاندماج مع محيطها الطبيعي دون أي تنازل عن الجودة، وبأقل أثر بيئي ممكن. والنتيجة هي شعورٌ بالتناغم والتوازن يُمكن اعتماده دون أي مساومة على الجودة وبأقل تأثير على البيئة. وهذا بالضبط هو جوهر الحياة المستدامة في دبي.
فوائد العيش في مجتمع مستدام صديق للبيئة
الأثر الإيجابي للعيش في مجتمع مستدام لا يمكن إنكاره. فإعادة ربط الأفراد ليس فقط بمجتمعهم، بل بالعالم من حولهم أيضاً، يمنحهم شعوراً أعمق بالانتماء وفخراً أكبر ببيئتهم. وعلى الرغم من أن المخططين العمرانيين لطالما أدركوا أهمية دمج المساحات المفتوحة في المشاريع السكنية، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت وجود ارتباط مباشر بين الصحة النفسية والجسدية للسكان وبين توفر مساحات خضراء للترفيه والاسترخاء.
لا تقتصر مميزات المجتمعات المستدامة على كونها مجرد وسيلة للعناية بالكوكب، بل صُممت أيضاً لجعل حياة السكان أكثر سعادة وراحة. فتبني المجتمعات الصديقة للبيئة في دبي وحول العالم يعزز هذا المفهوم، حيث يمنح السكان أسلوب حياة يركز على الانفتاح على الطبيعة والهواء الطلق.
لماذا تعد المجتمعات المستدامة مستقبل أسلوب الحياة العصري؟
رغم أن تكاليف إنشاء المجتمعات المستدامة قد تكون أعلى قليلاً في البداية، إلا أن تكاليف تشغيلها على المدى الطويل أقل بكثير، وذلك بفضل التصاميم الموفرة للطاقة والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. وفي الواقع، فإن الفوائد المالية على المدى الطويل لافتة، إذ تتمكن المنازل والمباني المجتمعية الموفرة للطاقة من تحقيق حالة الطاقة الصفرية، ما يجعلها أقل تكلفة في التشغيل وأسهل في الصيانة.
من جانب آخر، تسهم البنية التحتية الذكية، مثل أنظمة إدارة المياه وإنارة الشوارع الموفرة للطاقة، في خفض تكاليف التشغيل دون التأثير على جودة حياة السكان. كما أن تشجيع استخدام وسائل النقل البديلة مثل المشي وركوب الدراجات يساعد على تقليل التلوث الهوائي، مما ينشئ بيئة أنظف وأكثر خضرة.
الميزة الأهم للمجتمعات المستدامة أنها ببساطة، مستدامة، كما أنها قابلة للتوسع، بفضل تصميمها الصديق للبيئة الناجح الذي يمكن تكييفه بسهولة ليناسب مواقع أخرى. إضافة إلى ذلك، فإنها تزداد شعبية بين السكان الذين أصبحوا يتوقعون أن تكون المشاريع العمرانية الجديدة موجهة نحو الاستدامة.
ولهذا السبب، يُعتبر نموذج تلال الغاف واحداً من أكثر الأمثلة ابتكاراً وحيوية على أسلوب الحياة المستدام في دبي.
لاكتشاف المزيد، قم بتحميل كتيبنا أو تفضل بزيارتنا لتشاهد بنفسك كيف سيغير تلال الغاف الطريقة التي ننظر بها إلى العيش في دبي.